تنزف قلوب الاطفال والنساء الثكلى دما وتعتصر وجعا بسبب فقدان سحابة كانت تضلهم , وبسلوك متعمد زهقت الروح بدافع الانتقام , والجاني بين أربعة جدران , صغاره وزوجته يعانون مما يلم بعائلة المجني عليه .
جريمة خطط لها في وضح النهار نتيجة فكرة العصبية في مجتمع يخضع للعادات والتقاليد , إنّها المجتمعات الانقسامية القائم تنظيمها الاجتماعي على ثلاثة أسس هي رابطة الدم، ورابطة المكان، وعدم وضوح التفاضل الاجتماعي والاقتصادي.
وقد كتب لنا تاريخ هذا المجتمع الذي كانت عقوباته تصل أحيانا بالرد لعمل إبادة جماعية على الطرف الآخر , هكذا يتسمون بالغرور والكبرياء وأن أية إهانة شخصية وإن كانت بسيطة، تبدو وكأنها تحقير مباشر يتطلب رداً عنيفاً , وتعاملهم يتسم بالتصلب والعناد والخشونة والعدوان.
لا تنفع القرابة بينهم , ولا الجار مع جاره , ولا حق ابناء الجلدة على ابن جلدته , حساد لبعضهم , الحقد جعل كل منهم كنمرود .
وأفعالهم تلك تترك أثاراً اقتصادية واجتماعية ونفسيه عليهم وخصومهم وسائر المجتمع , ناهيك عما يترتب من أثار سلبيه على حالة الإنتاج والمعيشة على الاطراف المتنازعة وسائر أفراد المجتمع .
لا يهدأ الالم فكل الاطراف ستعاني من ترك التعليم وما تسببوا فيه من انهيار العلاقات الاجتماعية وانهيار الوحدة الأسرية وتفككها , فستكثر الأيتام الذين يعانون من نقص الاحتياجات ونقص الاشباع العاطفي ومسئولية فقدان سلطة الأشراف من الآباء .
وايضا كسر شموخ الزوجة والأم والأب ومعاناتهم بمجني عليه أو جاني , إنّه ماء علقم يسقي النفوس الكراهية ويفعل فكرة الانتقام ويمد جسور الخصومة والقتل إلى ما لا نهاية .
وتتفاعل المأساة بالحزن والكآبة وتزداد مشاعر الخوف ويتولد الإحساس بعدم الأمان بين المتخاصمين بسبب الجريمة والرد عليها بالمثل .
هذا هو القتل الثأري آفة تنخر جسد المجتمعات فينجم عنه الويلات ومآسٍ تفتك بمرتكبيها وضحاياها وعموم المجتمع بأبشع الصور المحزنة .